الجمعة, 19 كانون2/يناير 2018 00:00

الدولة في الإسلام، ورئيس الدولة

قيم الموضوع
(0 أصوات)

الدولة وكما هي معروفة: هو شكل من أشكال الهيمنة السياسية لمجتمع بشري ضمن حدود معينة.

وكان يطلق على حاكم الدولة الاسلامية على مر التاريخ: الخليفة، الإمام، أمير المؤمنين، أولو الأمر، الملك، السلطان، الباديشاه

الإسلام: هي الدين وهي الدولة، هي الدنيا والآخرة، وهي لاتفترق عن بعضها.

في كتب العقيدة والفقه، يلخص هذا الموضوع على النحو التالي:


والمسلمونَ لا بدَّ لهم من إمامٍ ليقومَ بتنفيذِ أحكامِهِم، وإقامَةِ حُدودِهِم، وسَدّ ثُغورِهِم، وتجهيزِ جيوشِهِم، وأخذِ صدقاتِهِم، وقهرِ المُتَغَلبَةِ والمُتلَصّصَةِ، وقطاعِ الطريقِ، وإقامَةِ الجُمَعِ والأعيادِ، وقطعِ المنازعاتِ الواقعةِ بينَ العبادِ، وقبولِ الشهاداتِ القائمةِ على الحقوقِ، وتزويجِ الصِّغَارِ والصَّغَائِرِ الذينَ لا أولياءَ لهم، وقِسمةِ الغنائمِ ونحوِ ذلك.

من أجل المسلمين: تحقيق الأحكام الدينية، تطبيق الحد (العقوبات الدينية)، وتعزيز الحدود، وتجهيز الجيوش، وتحصيل الزكاة، سحق العصاة و اللصوص وقطاع الطرق والفوضويين والإرهابيين، إقامة صلاة الجمعة والعيد، حل القضايا الحاصلة بين العامة قبول الشهادات الذين يستقدمون من أجل الحقوق، تزويج الذكور والإيناث الذين ليس لهم ولي أمر، وتقسيم الغنائم وإمام (رئيس الدولة) ضروري جداً للتعامل مع الأمور الأخرى.

في هذا وفي النصوص المماثلة: تم تعداد واجبات رئيس الجمهورية بالخطوط الرئيسية. من الواضح هنا أن الدولة الاسلامية تسير الأمور الدنيا والآخرة.

 

بعض من اختصاصات رئيس الجمهورية كما هو مبين:

ينبغي أن يكونَ الإمامُ ظاهرًا لا مُختفيًا ولا مُنتظرًا، ويكونَ من قريشٍ، ولا يجوزُ من غيرِهم، ولا يَختَصُّ ببني هاشمٍ وأولادِ عليٍّ رضي الله عنه، ولا يُشتَرَطُ في الإمامِ أن يكونَ معصومًا، ولا أن يكونَ أفضل من أهلِ زمانِهِ، ويُشتَرَطُ أن يكونَ من أهلِ الولايةِ المطلقةِ الكاملةِ، سائِسًا قادرًا على تنفيذِ الأحكامِ، وحفظِ حدودِ دارِ الإسلام، واستخلاصِ حَقّ المظلومِ من الظالمِ.

ينبغي أن يكونَ الإمامُ ظاهرًا لا مُختفيًا ولا مُنتظرًا، ويكونَ من قريشٍ، ولا يجوزُ من غيرِهم، ولا يَختَصُّ ببني هاشمٍ وأولادِ عليٍّ رضي الله عنه، ولا يُشتَرَطُ في الإمامِ أن يكونَ معصومًا، ولا أن يكونَ أفضل من أهلِ زمانِهِ، ويُشتَرَطُ أن يكونَ من أهلِ الولايةِ المطلقةِ الكاملةِ، سائِسًا قادرًا على تنفيذِ الأحكامِ، وحفظِ حدودِ دارِ الإسلام، واستخلاصِ حَقّ المظلومِ من الظالمِ.


بالمختصر: ينبغي للدولة أن تدرك جيدا طرق الإصلاح والفساد، ويجب أن تكون لها سلطة إنفاذ القواعد الدينية.

البيعة للرئيس المشروع شرط.


عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:

من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية

يجب إطاعة رئيس الجمهورية بجميع الامور المشروعة.

قال تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي اْلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. صدق الله العظيم

 

المسلم الحقيقي كما هو مبين في الآية الكريمة كما يلي:

  1. يطيع الله تعالى، ينفذ أوامره، ويتجنب ما نهاه.
  2. يطيع رسول الله، ويبايعه، ويحي سنته الكريمة، ويطيع أوامره ويتجنب ما نهاه.
  3. يطيع أولي الأمر، أي أنه يطيع أصحاب الأمر.

 

وفقا لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي اْلأَمْرِ مِنْكُمْ" من المعلوم أن هؤلاء أصحاب قدر وأناس معروفون، وأنه تم إختيارهم وتعيينهم من قبل المسلمين بإعتبار إيمانهم و رؤيتهم الدنيوية، وإطاعة أوامرهم المشروعة أمر من الله تعالى ومطلب ديني.

بالمختصر: المسلم الحقيقي الصحيح: يطيع الله ورسوله وأولي أمره، مادام ملتزما بدينه ولم يتعدى الحدود.

بالنسبة لإطاعة رئيس الجمهورية:

عن  الْعِرْبَاضُ بن سارية  قال" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ فَقَالَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " .

نرى أن الرسول صل الله عليه وسلم وبطلب من صحبه الكرام وعظهم موعظة قصيرة ولكن ذات محتوى كبير.

الوصية الأولى هي التقوى، والتقوى ككلمة لها معاني واسعة، إذا اردنا شرحها بشكل سريع: الخوف من الله تعالى، عدم الدخول بالذنوب، طاعته وعدم عصيانه، وتبني كل ما يأمره دينه، والبعد عن كل ما نهاه.

الوصية الثانية للرسول صل الله عليه وسلم هي طاعة أولي الأمر، حتى لو كان هذا الحاكم هو الشخص الذي جاء من داخل الطبقة الدنيا من المجتمع، يجب التزام طاعته.

في الحديث رأينا أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا يقصد بها لا يجوز أن يكون العبد ولي أر وفقا للشريعة الإسلامية، وبشكل عام هذه فرضية.إن الغاية من ذلك التنبيه لفهم أهمية الطاعة، معرفة طريقة النأي بالنفس من الفتن، عدم وجود أولي الأمر يؤدي للهلاك. إن طاعة أولي الأمر وسماع كلمتهم ليس أمراً مطلقاً على كل حال.

السمع والطاعة:

فقط بما يلائم الدين وفي الأمور المشروعة

عن علي بن طالب رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال:

لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز و جل 

عن عليّ رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وأمَّر عليهم رجلًا فأوقد ناراً وقال: ادخلوها، فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون: إنما فررنا منها، فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوهالو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة، وقال للآخرينلا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف)رواه البخاري


عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على المرءِ المسلم السمْع والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة) رواه مسلم.

بالمختصر: لايطاع أوامر أولي الأمر السيئة، وعدم الإمتثال لهكذا أوامرلا يعد عصياناً، بل مقاومة من دون تأثير. لأنه ليس دائما عدم الإطاعة يعني التمرد. ولا يجوز إعلان العصيان أو الحرب ضد أولي الأمر بسبب أوامرهم السيئة. ويجب الإستمرار في طاعة الله تعالى. والصبر على ظلم الظالم.

 

مع أن الأئمة أحمد بن حنبل والأمام الأعظم أبو حنيفة والإمام الشافعي رغم تعرضهم للظلم و التعذيب لم يحرضو للعصيان.

لأن العصيان يجر المجتمع للفتنة ويعرضها لمصائب أكبر. لقد لجأ الإسلام إلى كل وسيلة مشروعة لمنع الفتنة وإزالته

وقال تعالى: "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"

وقال تعالى: " وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل"

نرى أن عمل فتنة هو أشد من قتل شخص.

الشرط إطاعة الأمير أو رئيس الدولة، وليس إطاعة حسبه ونسبه. الشرط ها هنا هو ما إذا كان الأمير يتصرف وفقا للإسلام. سواء أكان الحاكم عادلاً أو ظالماً، ينظر إلى أوامره أكانت إسلامية أم لا. ولا يقرر وفقاً لحالةل الشخص وطريقة حياته. لأنه طالما ظلت حالته مخفية، فإنه يتعلق بشخصه.

قراءة 1241 مرات آخر تعديل على الإثنين, 26 شباط/فبراير 2018 17:11
الدخول للتعليق