الإثنين, 06 كانون2/يناير 2020 00:00

الوعي

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الله عز وجل:

بسم الله الرحمن الرحيم

كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَفَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَعَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (المعارج، 70/40-41)

إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (التوبة، 9/39)

نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا (الإنسان، 76/28)

___

نحن؛ هل نعي التهديد؟

أنا لا أتحدث عن الهراء في الأساطير الصهيونية التي تقول: "احم نفسك من الإله البخيل والأناني".

الآيات أعلاه تخاطبنا مباشرة؛ أي لنا "المؤمنون" الذين آمنوا فرديا وهم يؤدون الصلوات والصوم والحج والزكاة ويفتحون مناهج التعليم الديني أكثر فأكثر...

على الرغم من العالم الروحي وحتى الموارد المادية التي لدينا، إذا لم نستطع أن نصبح بين القوى العظمى في العالم في الحقوق والعدالة العالمية والعلوم والفن والتكنولوجيا والجيش وما إلى ذلك؛

حتى إذا كنا قد وقعنا في الذل فالآيات التي في الأعلى تخاطبنا نحن.

هل نحن على علم أنه في الآخرة، الملائكة القاضي والمدعي الذين يعينهما ربنا، سيسألاننا:

ما مقدار القيمة المضافة التي أنتجتها؟

كم من الحرفة أنتجت؟

ما نوع المعلومات التي فكرت بها وأنتجتها؟

كم عدد الكتب والأوراق والمقالات التي كتبتها؟

كم عدد براءات الاختراع التي أنتجتها؟

ما مقدار المعرفة المرخصة التي أنتجتها؟

كم ساهمت في الاقتصاد العالمي؟

ما هو حجم الاقتصاد الذي تسببت فيه؟

كم عدد مجالات العمل التي أنتجتها؟

كم عدد "المؤسسات الفكرية" التي قمت بإنشائها؟

ما مقدار النشاط الذي أظهرته؟

ما هي الأنشطة الناشطة التي عرضتها؟

ما فائدة ما فعلته بالبشرية؟

هل كنت وحدة واتحاد وجماعة؟

هل قاومت الظالم بلسانك ويدك. حتى وإن كان بغضاً؟

إذا كانت النتائج في البطاقة أعلاه سيئة فلنبحث عن الإجابة في الآية الكريمة: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (هود 112).

لأنه:

نحن لا نعطي الثقة في أخلاقنا وسلوكنا المخلوقات الأخرى (وخاصة البشر) ليست متأكدة منا، لا يمكننا أن نكون أمثلة نموذجية.

كلامنا لا يطابق جوهرنا: نحن نكذب.

لا نجري أعمالنا باستقامة وجودة.

ليس لدينا حب للمخلوقات الأخرى (وخاصة البشر). نحن نحيدهم. نحن لسنا متسامحين.

لا قيمة لحقوق الأخرين عندنا أمام مصالحنا.

نعتقد أننا سوف نصل إلى الأمان فقط بجرينا لوحدنا.

والأهم من ذلك لسنا عادلين.

تبدأ العدالة بالعدالة مع ربنا أولاً.كم نسلم من حقوق ربنا؟

ما مقدار ثقتنا واعتمادنا على ربنا؟هل نعتقد أن هذه الفترة ستستمر في هذه الجغرافيا الإسلامية التي كانت تنزف الدم منذ قرون؟طبعا يوما ما سينعكس.إن لم نكن نحن فسوف يخلق الله في هذه الجغرافيا أمم غيرنا ليصبحوا قوة عظمة إن شاء الله.نحن وجهاً لوجه مع تهديد ربنا طالما أننا نفشل في رعاية أنفسنا وتحمل مسؤوليتنا بدلاً من إلقاء اللوم على الإمبرياليين.

من ناحية أخرى فإن التصوف الهندي والاقتراحات المعادية للفارسية مع صلصة الأساطير اليونانية تضربنا بشدة.عندما ننتظر منقذًا بدلاً من تحمل مسؤوليتنا؛ عندما نسند المسؤولية والعمل إلى الله؛ فماذا يكون الفرق بيننا وبين الصهاينة المدانين في الآية الكريمة: قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة - 24)؟

ورغم كل ذلك إذا كنا نعرقل طريق أبناء الوطن البواسل في كل زمان ومكان بدراية أو بغير دراية الذين يقومون بتوجيه دولتنا وبلاد المسلمين إلى الحق والذين يقومون بالإعمار والمنتجين للفائدة وإن كانت صغير فماذا سيكون حالنا؟

من أجل الحق هنالك ما هو أكثر فعالية من قذف الكفار بالمدافع والصواريخ والطائرات وهو أن نكون قدوة الإنسانية وأن ننشر العدالة ونقوم بأشياء مفيدة وأن نكون دواء لداء أحدهم وأن نضع طوبا على بناء الحضارة وتصدير على شكل حاويات وأن نخفض العجز في الحساب الجاري...

إذا لم نتمكن من فعل أي شيء، فإن جمعية حلف الفضول حيث كان نبينا عضوًا وناشطًا، كافية بالنسبة لنا كنموذج.

أحمد صاري كوز/ بورصا

قراءة 1080 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 أيار 2020 16:16
الدخول للتعليق