الجمعة, 25 أيار 2018 00:00

قراءة تاريخ العالم عن جديد

قيم الموضوع
(0 أصوات)

البروفيسور الدكتور تحسين غورغن، رئيس قسم الفلسفة بجامعة 29 مايو، ويعطي دروساً في جميعة البحث العلمي بنفس الوقت. والتي تأخذ حيزاً واسعاً فيما بين المواضيع التي تخص الدكتور بشكل أساسي حيث تعتمد على مواضيع الفلسفة المتنوعة وتاريخ الفكر الإسلامي من منهج الفقة.

 

كان عنوان مؤتمرنا "مكانة الحضارة الإسلامية في التاريخ العالمي"؛ وسننقل ملاحظتنا على النحو التالي:

 

 

بدأ المعلم تحسين حديثة بالتشديد على أنه لا يستطيع تفريق التاريخ الإسلامي والتاريخ العالمي عن بعضهما البعض، وأن تاريخ العالم كله عبارة عن تاريخ الأنبياء، وأن الوحي يشكل جزءاً مشتركاً من الثقافة الإنسانية. ويقول المعلم تحسين أن كل التاريخ الإنساني تغير بنبوة الرسول الكريم صلى الله علية وسلم وحتى بداية القرن التاسع عشر كان هناك تاريخ عالمي قد كتب بإسم التاريخ الإسلامي في أوروبا، وعلى الرغم من هذا قال أنه كان من الضروري أن نبني تأسيساً لكي نستطيع الإقتناع بكل ذلك. في بادئ الأمر، أوضح أن هناك للإسلام معنيين. الأول إعتباراً من تاريخ الأنبياء. والثاني إعتباراً من العهد الجديد الذي تم به إنعاش كل الثقافة الإنسانية عن جديد والذي بدأ بنبوة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم. وبعد ذلك قام بالتوضيح عن طريق قراءة أقسام من كتابة " صعود الغرب، تاريخ المجتمع البشري" مستفيداً من الأرشيف الواسع الذي تم إستخدامه طوال المؤتمر ثم فهم الغرب الحالي للتاريخ العالمي. وتباعاً لذلك، استمرت وتيرة التاريخ لرفاهية الغرب. في إطار هذا المفهوم، يقسم الغرب التاريخ العالمي لثلاثة عصور: 1) العصر الأول الذي تمتد لغاية العصر الروماني. 2) العصر المتوسط الذي يمتد لعصر النهضة. 3) العصر الحديث، الذي يتمد لما بعد عصر النهضة. وعن جديد وبالشكل ذاته، ظهرت إدعاءات التي علمنا أنها تأتي بمعنى "غاية التاريخ" والتي كانت قد سميت بنهاية التاريخ. تباعاً لذلك، دخل العالم بأكمله تحت حكم الغرب في النهاية، ووصل التالريخ إلى أفضل نقطة يمكن أن يُرى فيها الغرض منه. وقد أعطى المعلم في هذا الصدد مثالين: 1) نهاية التاريخ لهيجل. 2) نهاية التاريخ والرجل الأخير لفوكوياما. يظهر كلاهما الحد الاخير الذي وصل له الغرب في كتابة التاريخ.

بعد كل هذه الأفكار التي ليست غريبة علينا.. بدأنا بالوصول إلى القسم المدهش حقاً الذي تم من خلاله تدمير أشياء كثيرة في أذهاننا. في عام 1771 بدأ المعلم هذه المرة بقراءة قصيدة كتبها غوتة لسيدنا الرسول الكريم عندما كان في عمر 22-23. وقد استخدم الشاعر الألماني في عصر التنوير عبارات مثل الماء والرحمة التي تصل البشرية بالخالق واصفاً رسول الله صلى اللة عليه وسلم، وبعبارة أخرى، اعتبر النبي عليه الصلاة والسلام المنقذ لتاريخ العالم وأن الوجود كله اكتسب به معنى وبهذا المعنى أتصلت البشرية بخالقها في تلك الفتره ونشأت الثقافة والعالم من جديد.

عندما بدأت علامات الإستفهام بالتشكل في أذهاننا لم يتوانى المعلم عن الرد أبداً ، وقام بفتح التاريخ العالمي بكتاب بتنسيق PDF" التاريخ العالمي من أقرب حساب للوقت" المكون من 62 مجلداً في انجلترا في ثلاثنيات القرن الماضي. ووففاً لهذا الكتاب، تمت كتابة التاريخ العالمي بشكل تاريخ الأنبياء الذي يبدأ ب سيدنا النبي آدم، وغيره من الأنبياء مثل نوح وإبراهيم مما يعني التاريخ الإسلامي. ينقسم فيه التاريخ إلى قسمين "القديم" و "الحديث" وفي هذا التفصيل إلى الآن لم يستخدم مصطلح العصور الوسطى. هناك 18 مجلداً تتحدث عن العصور القديمة من أصل 62 مجلداً. وقبل أن ينتقل المعلم إلى العصور الحديثة في الكتاب سألنا: "برأيكم، مع أي حدث تم بداية العصر الحديث في هذا الكتاب الذي كتب في القرن الثامن عشر في انجلترا؟" جاءت الأجوبة مختلفة من القاعة، وفي النهاية أظهر المعلم العنوان: كان قد تم بداية العصور الحديثة مع نبوة رسولنا الكريم المسلم محمد صلى اللة عليه وسلم. من مجلدت العصر الحديث الذي عددها 44 مجلداً هناك عشرون منها يعود للتاريخ الإسلامي ومايتعلق به حياة سيدنا الرسول الكريم والخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وهكذا. ويبدأ دخول الغرب إلى التاريخ العالمي بالرحلات المنظمة إلى الهند وبالخصوص إنجلترا. وأكمل المعلم بهذه الجمل: "كاتبوا هذا الكتاب ليسو أشخاصاً بقوا مقيدين في زاوية واحدة ، بل إنهم مجموعة علماء كبيرة جداً. ويقومون بذلك بدعماً من العائلة المالكة البريطانية. ومما يعني أنه كان يتم إرسالهم إلى كل المكتبات. ماذا تقصد، هذه هي الكتب التاريخية الوحيدة من التاريخ التي يمكن للشعب الوصول إليها؟ وبتعبير آخر، ليكون شخصاً واحداً مثقفاً في انجلترا في القرن الثامن عشر كان يتوجب عليه قراءة 500 صفحة من كتب السيرة." وبعد ذلك نظرنا إلى مصادر ومراجع الكتب، فوجدنا أنهم إستفادوا من مصادرنا المعتبرة والقيمة مثل الطبري، البدوي، الزمخشري، والبخاري.

وبعد ظهور كل هذه المعلومات، تراود إلى أذهاننا: حسناً هل كانوا يعرفون اللغة ليتمكنوا من قراءة هذه المواضيع؟ كمثال آخرعلى سؤال الفيلسوف البريطاني المشهور جون لوك. وخلال تلك الفترة، كان يتوجب على الطلاب الذين يدرسون في ويستمنستر ، التي هي من أرقى المدارس الثانوية في إنجلترا، أن يتعلم اللغة العربية تباعاً للمناهج الدراسية. في الواقع في "موسوعة الفلسفة" التي فتحها المعلم تحسين لاحقاً في المؤتمر.. بالنسبة لجون لوك تم الإدلاء بالبيانات التالية: تعلم اللغات الكلاسيكية، العبرية، العربية في مدرسة ويستمنستر، عام 1646."

وقال المعلم مكتفيا بالإنجليز، دعونا نلقي نظرة للفرنسيين الذين يعتبروا من أكثر الشعوب ثقافة في تلك الفترة أيضاً. وقد شرح الفرنسيين أكثر قليلاً من خلال ترجمتهم لكتاب "التاريخ العالمي" المكون من 62 مجلداً. حيث أصبح معهم 125 مجلداً، وكانت الخطة الرئيسية هي نفسها هذه المرة أيضاً حيث بدأوا العهد الجديد للتاريخ العالمي بنبوة سيدنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الكتب أيضاً تحت حماية الأسرة المالكة. وواصل المعلم بتعداد الأمثلة المنوعة من التاريخ واحدة تلو الأخرى.

في كتاب "التاريخ العالمي" الذي يحتوي على 25 مجلداً والمطبوع باللغة الإنجليزية في عام 1807، يقسم التاريخ إلى قسمين تاريخ قديم وآخر حديث، يتم الشرح فيهما عن الأنبياء حيث يتم دخول العصر الحديث والجديد بقولة " نحن ندخل فترة جديدة ومثيرة للإهتمام من التاريخ حيث تغيير وجه العالم كله" وبدأ بجملته "العرب" كعنوان .

في عام 1830، كتب جورج بوش، وهو قسيساً في الولايات المتحدة الأمريكية، كتاباً بإسم "حياة محمد" قائلاً في مقدمته إن الشيء العظيم الذي يمتلكة العالم المتحضر..هو أنهم جميعاً مصدرهم الإسلام والنبوة. وقال الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير، مؤلف فلسفه التنوير في القرن الثامن عشر، "إن الحدث الأكبر الذي غير تاريخ البشرية هو النبوة الإسلامية". أهم حدث في حياة البشرية، مهم جداً لدرجة كما لو أنه حدث تغيير في بينة الذرة، وبه تمت إعادة تأسيس كل شيء.

ومره أخرى، تم تصوير مشهد وفاته في إحدى الكتب بعنوان " وفاة محمد". رجلاً مرتدياً للملابس البيضاء وإمراءه تخدمة وبجانبه رجلان يرتديان ما يشبه الملابس العثمانية. هذه هي الطريقة التي كان يتم بها تصوير المسلمون الأوائل في ذلك الزمان على اعتبار أنهم أتراك وعثمانيون.

سرد المعلم هذه الأمثلة بشكل تلقائي " حسناً، مالذي حدث في القرن التاسع عشر وأدى إلى تغيير المفهوم الغربي للتاريخ؟" كنا نسأل أنفسنا سؤاله. تلقينا الجواب عقب سؤال المعلم " ماذا يفعل الألمان ، عندما تصبح اللغة الألمانية هي اللغة الأدبية السائدة في تلك الفترة؟". وأوضح المعلم كيف تغيرت كتابات التاريخ الغربي على النحو التالي: يقوم الألمان أيضاً بترجمة هذا العمل ( العمل المكون من 62 مجلداً وترجمه الفرنسيون والهولنديون) وتضطر إلى الوقوف والتفكرعندما ترى أنه أصبح 31 مجلداً فقط. حيث يقولون أنه لايجب أن يكون هناك تاريخاً يضع المسلمين في الصدارة ويكتبون من الصفر تاريخاً يضعهم هم الألمان في هذه الصدارة. في بداية كتاب الجغرافيا الذي كتب في عام 1813، نقل المؤلف مناظراته حول كتابة تاريخ الأوربيين. يقول في مناظراتة أنهم في بداية القرن التاسع عشر يدركون أن الدولة العثمانية سوف تنهار بعد الآن، فلماذا يسرفون الكثير من الورق على تاريخ دولة سوف تنهار. نحن تعلمنا كل شي من المسلمين الحرب، التجارة وكل شي،"حسناً، أيتوجب علينا أن نكون لهم شاكرين لهذا السبب؟ لا، لا يوجد هناك شكر وإمتنان للأمم، إنما هناك المصالح فقط".

يقول المعلم أن الشخص الأساسي الذي غير جذرياً إدراك الشعوب الغربية للعالم هو إيمانويل كانت. الذي نقل بكلماته هذه التي طورها بالفلسفة وكيف غير بها أيضاً نظرة الآخرين للتاريخ. حتى أدرك الناس وأصبحوا يفكرون مثل درجة التفكير التي وصل إليها كانت "وهي أن الله خلق هذا العالم بالترتيب وينظر الناس إلى العالم وفق هذا الترتيب الذي خلقة الله. ويقول كانت، أنا سأغير هذا بالكامل، هناك الكثير من الأشياء خارج العالم ولكن نحن لانعرف وغير متأكدين إذا كان عالم هذه الأشياء منفصل عنا أو لا. هناك شيئ من العالع الخارجي يلامس لساني، شريحة الحلوى المر، أدركها بهذا الشكل عن طريق عقلي.. ولكن هي موجودة لأني فقط أدركها. الزمان والمكان خارج عقلي. أنا حاكم الزمان والمكان، وأنا المتحكم بالأشياء ، لأني أنا من ينشأ الأشياء في عقلي. وإذا كنت أنا من أنشاء الأشياء فإنه يمكنني أيضاً إنشاء الماضي ويمكنني كتابة التاريخ عن جديد. وها هو ذا المفهوم يأتي إلى عمل الدول الأوربية. وها هم يكتبون تاريخاً جديداً مع الإستعمار."

ووضح المعلم هيجل عن تفهمه للطريقة التي يضفي فيها الغرب الشرعية للسيطرة على الشعوب الأخرى.. والمفهوم الحالي للتاريخ بالعبارات الأتية: " يقول هيجل في عمله، معالم فلسفة الحقوق، أنه عندما تحقق شعور الكون في كل مرة تصبح حاكماً للشعب. هؤلاء الناس أحرار في فعل كل شيء، لأنهم أقوياء وإختارهم الرب ، وكل مايقومون بفعله فهو مشروع. ووفقاً لهذا المنطق في زمن هيجل، كانت أوروبا الغربية-بروسيا على حق في كل الأشياء التي فعلتها، ولهذا السبب كانوا في قلب التاريخ. وهذا هو العمل الذي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفعله في أيامنا الحالية. ولم يتم كتابة تاريخ المجتمعات التي انتهت صلاحيتها أو زمنها. التاريخ الآن هو تاريخ الغرب. ويتوجب عليك أن تكتب "صعود الغرب" إذا أردت كتابة التاريخ والحصول على القبول. وبعد كل هذه الأمثلة ومسائل تغييرات الكتابات التاريخية، وصل المعلم إلى النقطة التي يمكن أن تكون الأكثر أهمية طوال المؤتمر. وأوضح في الجمل الآتية لماذا استخدم العلم المكتسب في الشر وتجاوزوا الحد: إنهم يتعلمون أهمية العقل من المسلمين، ويعتقدون أن العقل كل شي لأنه لايوجد مرشدين ينشأون شيئاً ذكياً مثل القران. لقد أخذ الغرب كل شيء تقريباً من المسلمين، ولا يعني ذلك أنهم أكتفوا بهذا، بل تجاوزوا الحدود لأنهم لا يملكون كابحاً مثل حدود الله. على سبيل المثال، يوجد عدة أفكار حول الممتلكات. واحدة تدافع عن الرأسمالية الليبرالية التي تعني الملكية المطلقة، والأخرى شيوعية تؤكد أنه لن يكون هناك خاصية الملكية. ومع ذلك ، ينبغي أن يكون فهم الملكية داخل حدود الله. ويقول مولانا.. يا الله! أنت تخلق الأحجار بأشكالها ونحن نصنع منها النوافير والتماثيل. تباعاً لمفهوم الغرب، فإن الإنسان خلق الإنسان- عندما كان ذئباً شاذاً، في حين أن الإسلام لديه الشريعة التي لها عدة مقاصد وغايتها الحفاظ على النفس والعقل والدين والنسل والممتلكات. وبمعنى آخر، لحماية الإنسان كنوع ، لايجب فقط حماية المسلم يجب الحفاظ على الكائن البشري. حسناً، كيف تكتشف الإنسان؟ مع العبد. ثم تصبح العبودية الخاصية الإنسانية في ذلك الوقت. في حين أن غاية المسلم هي إخبار البشرية جمعاء أن جوهر الإنسان يعني أنه يمكن أن يكون متفهماً لمعنى وجوده كعبداً لله."

قراءة 1715 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 11 حزيران/يونيو 2019 12:08
الدخول للتعليق