طباعة
الخميس, 14 آب/أغسطس 2014 00:00

الفرق بين ميرازبيه أوغلو وجماعة المطرقة! ( 25 تموز 2014 )

كتبه
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تم إطلاق سراح المتهمون بقضية المطرقة من السجن لحين محاكمتهم. والذين استخدموا إهانة القيم الأخلاقية للأمة كعنصر شجاعة موحد وحاولوا إعطاء انطباعاتهم لحكم البراءة الغالب في العرض الذي قدموه مع جيش الصحافة أمام السجن.

ولم يستطيعوا التوقف دون الِاشارة للذين أرسلوهم إلى السجن متوعدين لهم وأنهم سيتحاسبوا معهم لامحالة. ولم يهملوا التقاط بإتخاذ وضعيات تصويرية مع النصب التذكارية حولهم وجيش المحامين.  وظن المشاهدين أنهم أبطال.

كتبت مقالتي بعنوان "محاميّ سيدافع عني ياسيدي القاضي" عن القادة القادرين الذين سكتوا عن الشهادة في محكمة 28 شباط/آذار. في حين أن قسماً من المتهمين بهذه القضية كانوا معتقلين بقضية المطرقة في نفس الوقت وبقو صامتين أيضاً. وبالرغم من هذا، لم يبق أثراً لصمتهم وكأنهم نظفوا أفواههم عند خروجهم من السجن.

وخاصة المتهم الشرير شيتين دوغان الذي كان يطلق التهديدات بشدة ويهين مبادئ الأمة المعنوية والوطنية. وفي دفاعاتهم في المحكمة"نحن فعلنا مايترتب على سلسة القيادة أو أني لم أكن مسؤولا". ولم تكن هذه الشهادات تابعة لهم حتماً. لايمكن أن يكون خلف الجدران جيش من الأبطال المزيفين. على كل حال، روايتنا ليست قصة بطولة. ومن هنا سأكتب عن صالح بيه ميرزا أوغلو الذي أعتقل لمدة 16 عام في السجن بتقارير جنائية لظلم المتهمين واضطهادهم.

 وجد أخيرا ميرزابيه أوغلو الحرية التي يستحقها كنتيجة لإحساسه السليم. ولكن لم يكن جيش من الصحافة بإنتظاره أمام السجن ولا جيشاً من المحامين ولا حتى من المسلمين الحساسين. لم نرى هناك أحدا سوى واحداً أو اثنين من أصدقائه و اثنين من أقربائه. بدأ هذا الدين غريباً وسيعود غريباً فحتماً سيكون رجال الدعوة لهذا الدين غرباء لامحاله. سيكون ظل العرش هو المكان الذي سيصفقون فيه وسيكونون تاجاً للرؤوس. أليست الدنيا دار متاع زائل؟؟

وهنا أردت لفت الإنتباه لنقطة أن حب الوطن والأمة كان وراء استسلام هذان المتهمان. ولم يتحدث ميرزابيه اوغلو عن المحاسبة عند خروجه من السجن. وأفاد أنه لم يكن مكسوراً أو مستاءً وأعلن بدم بارد أنه سيكمل مسيرته من حيث توقف. وأكد على وجه الخصوص أنه لن ينظر لضياع 16 سنة التي قضاها في السجن هباءً.

لم يقدم ميرزا بيه أوغلو أبداً تنازلات عن إيمانه، ولم يتراجع عن كونه أحد رجال الفكر في المحاكم التي أُخرج بها عن وظيفته. وعبر في كل فرصة عن عدم تردده أو خوفه من أي شيء. وبالرغم من محاولتهم إدانته بتشويه كلماته، إلا أنه نادى من كل قلبه أنه وراء كل كلمة قالها ولم ينكر أياً منها. لأنه كان يعلم أنه سيدذهب إلى الله. ولأنه كان يعلم حق المعرفة أنه لن يتراجع عن دعوى الإيمان حتى لو قطعوه إرباً. وكان يدرك أن مكافئتة ستكون كبيرة حتماً.

وهنا يتضح الفرق بين صالح ميرزابيه أوغلو والكماليون المقصودون الذين استحقروا القيم المعنوية للأمة من خلال البطولات المزيفة في الوقت الذي لم تكن برائتهم واضحة في حين تراجع قادة الشعب. والأن أسأل حضراتكم... من هو صاحب القلب والبطل الحقيقي؟؟ وأي شخصية تُرى على أنها قائد ومثالاً للمسلمين. من المحكوم بالنسيان..هل هؤلاء المزيفين تحت غطاء الكمال؟؟ أم ميرزابيه أوغلو هذا القائد المشفق الذي لانظير له والذي صاح بالإيمان بقلب شجاع؟؟ والذي ايضاً لم يستحقر الذين قبلوا أن يظلم هذا مؤكداً انه سيبقى على خدمة الشعب.

وكأنني أسمع صوتكم جميعا تهتفون ميرزا بيه أوغلو،حتما هو.

انظروا للمدافعين عن هذا القضية إذا كنتم تريدون فهم إذا كانت ستصل إلى نتيجة في النهاية أولا. انظروا لقوة دفاعهم عن القضية. التي يحملون اكتافهم لتمجيدها.وهذه القضية ستنتصر عاجلاً او آجلاً إن لم يسحقوا تحت ثقلها وينحنوا أمامها. ليعيش ميرزابيه أوغلو ورجال الدعوة أمثاله!

لأعيطكم آخركتاباتنا لافتين مزيداً من اهتمامكم بقصة قصيرة. محبي ميرزابيه أوغلو لم يكونوا شجعان بقدر أصحاب هؤلاء الأبطال المزيفين الذين لايؤمنون بقضيتهم وفضلو الدعاء والتصفيق من حيث جلسوا على أن يثبتوا قوة القضية ودعمها والتجمع أمام السجن.

وليكن، هذه الدعوة ستعلو على أكتاف قلة من الناس المؤمنين وليش بالحشود الكبيرة.

هكذا كانت في الماضي وستكون في المستقبل أيضاً.

قلة من الناس المؤمنون !

من الآن فصاعداً دعونا نرى من سيخرج من بين هؤلاء القلة؟؟

ملاحظة: يقول حمداً لله على سلامتك ميرزابيه أوغلو، ويتمنى أن يكون إمتحان المدرسة اليوسُفيّة مر على خير. ويقول لهؤلاء الذين اجازوا الظلم أيضاً "فلتحيا جهنم من أجل الظالمين". 

قراءة 2712 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 12 شباط/فبراير 2019 14:50
الدخول للتعليق