الثلاثاء, 07 تموز/يوليو 2020 00:00

لماذا يجب على تركية إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا؟

كتبه
قيم الموضوع
(1 تصويت)

"من يسيطر على البحار يسيطر على العالم."

خيرالدين بربروس باشا

تم فتح قبرص من قبل العثمانيين في عهد سليم الثاني في 1 أغسطس 1571. في ذلك الوقت، كانت الجزيرة بمثابة قاعدة هجوم ضد السفن التركية العاملة بين إسطنبول وسوريا ومصر. كان من الضروري أن تأخذ قبرص للسيطرة على التجارة الإقليمية.

بعد هزيمة العثمانيين للروس في حرب 93، أعطيت إدارة الجزيرة لإدارة البريطانيين في عام 1878. مع ضم البريطانيين للجزيرة في عام 1914، تم الوصول إلى نتيجة اليوم. وفقًا لنظرية الخبير الاستراتيجي الأمريكي ماهان؛ "يجب السيطرة على البحر لضمان السيطرة على التجارة بين القارات." كما أثر ماهان بشكل كبير على تطوير القوات البحرية البريطانية واليابانية والألمانية بالاستراتيجيات التي وضعها.

انطلاقا من هذه الاستراتيجية، الغرب الذي يؤمن أنه يجب بالتأكيد السيطرة على البحر الأبيض المتوسط للسيطرة على التجارة، التي تقود العالم في المثلث الآسيوي والأفريقي والأوروبي، لم يجد صعوبة في تنفيذ هذه الاستراتيجية.

وفقًا لاستراتيجية خيرالدين بربروس باشا، الكابتن العثماني، الذي عاش قبل عقود من ماهان. "الذي يسيطر على البحار يسيطر على العالم" التي تكشف مبادئ العثمانية البحرية، يبدو أنها جعلت الدول الغربية الإمبريالية فهم أهمية جزيرة قبرص بسهولة، التي تعمل كحاملة طائرات ثابتة.

العثمانيون الذين سيطروا على التجارة البحرية في البحر الأبيض المتوسط بفتح قبرص فهي لم تكون تسيطر على التجارة البحرية فحسب، بل توجه السياسة العالمية عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا.

مساهمة قبرص كقاعدة عسكرية في تركيا هي حقيقة لا جدال فيها. واليوم، تكمن هذه الاستراتيجية في السبب الرئيسي وراء استضافة البحر الأبيض حاملات الطائرات في الدول الكبرى التي تدير الاقتصاد العالمي.

إذا أضفنا على ذلك أمن حوض شرق البحر المتوسط للطاقة، فسيساعدنا ذلك على فهم كيفية تأثير سيطرة المنطقة على دول العالم في المستقبل.

بعد الحرب العالمية الأولى تركيا التي أجبرت على التراجع إلى حدود تركيا على الرغم من أنها بذلت جهودًا لإصلاح اقتصادها، الذي دمر بعد حرب طويلة، إلا أنها وضعت رأسها في الرمال عند نقطة تحديد السياسات الدولية من خلال الاستراتيجيات التي تتبعها.

نسيت "نظرية الهيمنة على البحر" التي ورثها خيرالدين بربروس باشا منذ قرون وكانت بطيئةً في تطوير نفسها في هذا الصدد.

خاصة بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز، قام الجيش التركي، الذي تخلص من الأغلال المعلقة على قدميه، بتوجيه عينيه إلى ما وراء الحدود لحماية البلاد من الإرهاب والهجمات الإمبريالية.

حتى لو أنها استراتيجية متأخرة نرى اليوم أمامنا تركيا التي تنفذ عمليات عسكرية خارج حدودها، على الرغم من منافسيها الغربيين تريد السيطرة على أمن التجارة والطاقة في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال إنشاء القواعد خارج حدودها.

واليوم يستخدم منافسونا الغربيون في نطاق حروب الطاقة العالمية للإدارة القبرصية اليونانية كأداة من خلال اتفاقيات التي تهدف إلى استبعاد تركيا التي أفشلت هذه اللعبة العالمية من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا الموقعة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني".

بعد هذا الاتفاق مع ليبيا التي هي بمثابة البوابة التي تفتح لأفريقيا إرسال تركيا قوات للتدريب العسكري في ليبيا أصبحت خطوة التي ستغير التوازن في المنطقة وفي ليبيا بكل النواحي.

اذا تريد تركيا السيطرة على التجارة البحرية في بحر الأبيض المتوسط أو حماية حقوقها في حوض شرق البحر المتوسط للطاقة القائمة بموجب القانون الدولي عليها أن تتوج اتفاقيات العسكرية والبحرية مع ليبيا بإنشاء قاعدة هناك.

الخطوة التي ستخطيها تركيا في هذا المنوال بمجرد أن تقفز الى الدول التي تربطها من البحر سوف يصبح شرق البحر المتوسط بحيرة مسلمة مرة أخرى. وبالتالي، فإن موارد المنطقة التي تم استغلالها منذ القرن الماضي، وخاصة في إفريقيا، يمكن تقديمها لخدمة شعوب المنطقة مرة أخرى.

نعم تركيا لديها حق في قبرص قبل الدول التي تأتي بالسفن الحربية على بعد كيلومترات وتتمركز في جزيرة قبرص التي هي بمثابة حاملة طائرات ثابتة فوقها.

سيكون إنشاء قاعدة في ليبيا مصدر رياح جديدة لتركيا.

حان الآن وحتى تأخرانتفاضة تركيا من أجل شعوب المنطقة المظلومة والمكتئبة

 

أرسان أرغور

06.07.2020

قراءة 1513 مرات آخر تعديل على الإثنين, 11 كانون2/يناير 2021 17:00
الدخول للتعليق