الإثنين, 22 كانون2/يناير 2018 00:00

الأمم التي لم تصبح دولاً

قيم الموضوع
(1 تصويت)

في القرن العشرين أعلن ولأول مرة مبادئ"حق الشعوب في تقرير المصير"(self determination) من قبل رئيس الولايات المتحدة الثامن والعشرين ودرو ويلسون . هذه المبادئ التي تم الإعلان عنها، كانت مفاهيم مثل "الديمقراطية - حقوق الإنسان – حاكمية القانون - السياسة".

في الحقيقة هؤلاء الذين يدافعون عن هذه المبادئ وهذه التصرفات ماهي إلا تصرفات وهمية ولاتظهر حقيقتهم . الا أن مايدافعون عنه ماهو إلا أكاذيبهم التي تخفي ورائها نيتهم في استغلال إرادة الشعوب في بناء دولتهم ، ولكن هذا لم يكن إلا نوع جديد مناستغلال عبودية الشعوب وإقامة نظام الإمبريالية من جديد ونشرهذا النظام .

ووفقا لعالم الاجتماع الأمريكي فرانكلين هنري جدينجزفإن الهدف من بيان حق الشعوب في تقرير مصيرها هومشروع تطعيم بقية العروق والمحتلين ، واسم هذا المشروع عبارة عن " رفض المطابقة ". الشعوب المحتلة أثناء بناء دولهم ، الشعوب الجديدة والمجتمعات العرقية التي أعلن عنها ، ولكن في باطن بناء هذه الدول ، والتي لم يتمكن من رؤيته الرئيس الجديد حتى، هدفه تقسيم سلطة أراضي الدول الكبرى .

الاحتلال الجديد الذي أقيم أمام أعيننا ويعرف الآن بالإمبريالية ، بدأ تنفيذه لأول مره من قبل رابطة الأمم المتحدة وهكذا يكونون قد وصلوا إلى هدفهم الذي يخفونه بإدخال تعديلات على السياسات الدولية وإلباسها ألبسة وهمية واستطاعوا بناء دويلات مقسمة وتابعة لهم .

وهذه الدول التي هي تحت الحماية أو الدول البحرية التي هي تحت الاحتلال يأتي على رأسها أو تعين عليهم رؤساء وهؤلاء الرؤساء يتعينون عن طريق الانتخابات الشفافة والإداريين الفضلاء ، بقوا أوفياء و مطيعين لهذه الأنظمة المستبدة بقدر طاعته لنفسه .

وأما بالنسبة للرؤساء الذين لم يتبعوا لهذه الأنظمة المستبدة ولم يطيعوا أوامرهم فقد أزالوهم عن طريق الاغتيالات أو الانقلابات أو تلفيق تهم الفساد ، وهذا كان النظام المتبع .

وطلب هذه الدول الجديدة بتقرير مصيرها بنفسها ، بالقول كانت وحدة الأراضي ولكن بالأصل هذه الدول الجديدة أو الأنظمة الجديدة هدفهم الارتباط بالخارج اقتصاديا وسياسيا ،سلموا خيرات بلادهم لأسيادهم في الخارج عن طريق العديد من الاتفاقيات .

خلال هذه الفترة، فقدت الأمة الإسلامية "وعي الأمة" واختفت تماما وبشكل كامل في زوبعة الأعاصير القومية الغربية.

حتى اليوم، لا تزال الإمبريالية الولايات المتحدة في منطقتنا الجغرافية تحاول التأثير في حدودنا الجنوبية وإعطاء الحكم الذاتي المستقل للمجتمعات العرقية لتبني دولتهم التابعة للغرب، أي منح الاستقلال الذاتي للكانتونات المنفصلة في مواجهة السيادة الإقليمية، وهو يواصل الكفاح من أجل الهيمنة.

المشكلة ليست في المطالب القومية، والجماعات الدينية، ووجود الصراعات الإثنية، بل في استخدام هذه الأوضاع كوسائل .

في هذا اليوم، ماتمارسه الولايات المتحدة في الساحة من أجل الآمن الأعظم لإسرائيل من العنف والإرهاب والنفقات والاغتيالات والحصار هي نشاطات فعالة .

اقتل-أزل،الاحتلال،إعادة البناء من جديد والتحكم . هكذا هي الولايات المتحدة القوة التي ترى نفسها على قمة العالم .

الولايات المتحدة\صاحبة السجل الإنساني السيء، الهجومين ضد فيتنام بتواريخ 1954-1966، الإنزال البحري لخليج الخنازير"كوبا"عام 1965، ومن المفترض أن يكون معروف بشكل جيد عمل غطاء الكذب ضد المنضالين ضد الغزاة في عام 1954، أثناء احتلال غواتيمالا .

في البلدان التي تتدخل فيها الولايات المتحدة، فهي كنز كامل، ولا تزال كنزا. ومن الأمثلة على ذلك فيتنام - كمبوديا - شيلي –نيكاراغوا. في الوقت الراهن مثل دول أفغانستان-العراق-سوريا-ليبيا.

واليوم، جلبت الولايات المتحدة، تحت ذريعة الحرب العالمية ضد الإرهاب، هويات فرعية "إثنية طائفية" في البلدان الإسلامية تتنافس مع بعضها البعض،من أجل الوصول إلى هدف مشروع ميزان المدفوعات.

في الشرق الأوسط، ومع مشروع الشرق الأوسط الكبيرتستمر خطة التقسيم على أساس عرقي في البلدان الإسلامية كبيرة الحجم، من ناحية أخرى هناك 22 دولة عربية فما هي الضرورة للدولة 23، ومع حق الفلسطينيين في تقرير مستقبلهم "تقرير المصير"self determination”، فكيف يمكنهم تفسير منعهم لإقامة دولة فلسطينية رغم قبولها في القانون الدولي. وكسبب، يظهر أنه من أجل أمن إسرائيل ومخطط إسرائيل العظيم المزمع إقامته.

وعلى النقيض من ذلك، ولا يزال مشروع الشرق الأوسط الكبيرالذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، فإن تقسيم بلدان مثل العراق وسوريا وليبيا والمملكة العربية السعودية هو خطة يجري تنفيذها حاليا على الميدان.

  كما نرى أن بلدان المنطقة ليس بوسعها فعل الكثير في مواجهة الجيش الأمريكي الذي هو تحت إمرة إسرائيل .

وكما حدث في التاريخ بالأمس، وكما كانت الإمبراطورية العثمانيةعقبة أمام تسلل القوى الغربية إلى الجغرافيا الإسلامية، وفرض سيادتها عليها. واليوم الدول الامبريالية الغربية التي فشلت في تحقيق أهدافها، ويرون تركيا كحاجز ضدهم.

وهنا ما يراد القيام به هو إحاطة تركيا من كل الجوانب ثم إجبار تركيا على قبول تسوية. وفي مواجهة الخطة السياسية ذات الوجهين علينا أولا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية،فإنه لا ينبغي أن تكون ذات صلة بالحزبوية ،هذا هو كفاح الأمة من أجل الاستقلال والمستقبل.ومن الضروري أن تقدم جميع الأحزاب السياسية الدعم الكامل لهذا الكفاح.

18 كانون الثاني/ يناير 2018 الباحث جيتين زمانتي أوغلو

قراءة 1824 مرات آخر تعديل على الخميس, 01 آذار/مارس 2018 15:47
المزيد في هذه الفئة : « ينبغي ايقاف الحرب الطائفية
الدخول للتعليق