مصالح الولايات المتحدة الامريكية من التدخل العسكرية في سوريا
من الذي يمكن أن يكون قد استخدم السلاح الكيميائي في سوريا ؟
ان الهجوم الذي أدى الى جرح 3600 شخص و موت 1400 شخص في ضواحي دمشق في الغوطة بتاريخ 21 أغسطس 2013 , وذلك بوجود هيئة من الأمم المتحدة في دمشق و المُشكلة من أجل " التحقيق في استخدام أو عدم استخدام الأسلحة الكيميائية" في سوريا .
المعارضة السورية و بعض مصادر غربية أخرى , أفادت بأن سبب الموت و الاصابات كان السلاح الكيميائي .
يأخذ بالاعتبار استخدام عاز الأعصاب وذلك لرؤية, الوفيات المجهولة , و الاصابات و الضحايا التي في وسائل الاعلام و شكل الموت الحاصل و الأجساد الهامدة و من خلال النظر بالعين . ونتيجة للتحقيقات المفصلة لمراقبي الامم المتحدة , سوف يتم التأكد من استخدام الأسلحة الكيميائية .
ولكن هناك شك في القيام بالتثبت من الطرف الذي قام باستخدام السلاح الكيميائي .
لا يبدو منطقيا استخدام بشار الأسد السلاح الكيميائي , بوجود هيئة الأمم المتحدة في دمشق .
ينبغي أن لا يكون موضوع نقاش استخدامه من طرف المعارضة , لأنهم لا يملكون هذا السلاح , و لأنهم هم الطرف المتضرر .
في حال تم استخدامه من طرف وقوة خارج المتقاتلين في سوريا , في حال سيتم امكانية اعطاء منفعة كبيرة من هذه الفوضى , و أعتقد أنه ممكن التفكير بامكانية حصوله .
لقد بدأت الثورة منذ مايقارب 2,5 سنة
مات أكثر من مئة ألف انسان شهيد
هناك مئتان و خمسون ألف معاق و مصاب
أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا من بيوتهم
خربت المدن الكبيرة الدينية و التاريخية
لكن هذه النتيجية لم تحرك المنظمات الدولية و الأمم المتحدة
لتوفير مصالح للدول التي لها امكانية القيام بالتدخل , و هذه المصالح تقدم على طبق من ذهب ولماذا يتدخلون قبل الطلب و التقديم لهم ؟
معروفة الدول التي تضع العراقيل و الألعاب في المسائل و الشؤون الدولية المشابهة .
ان مجلس الأمن و بأعضائه الدائمين الولايات المتحدة الأمريكية , انكلترا , فرنسا , روسيا و الصين من أجل الحل في الأحوال المشابهة , يدخلون حيز العمل بعد تأمين و توفير أقصى فائدة . ألم يبنوا ويشكلوا نفس هذه الدول الأمم المتحدة من أجل أن يديروا العالم حسب منافعهم .
ضمن هذا الزمن الفائت , حتى استطاعوا التفاهم , بين بعضهم البعض من أجل حل المسألة السورية .
والآن هم في تفاهم من أجل تمرير المرحلة المتفق عليها في السيناريو الذي أعدوه.
الولايات المتحدة الأمريكية , انكلترا و فرنسا , ومعهم ألمانيا , كندا , ايطاليا , تركيا , المملكة العربية السعودية , قطر , الامارات العربية المتحدة , مع ضم مصر و الأردن شكلوا ائتلاف " أصدقاء سوريا " و هذه التشكيلة مع بعضها البعض تعتبر الخطوة الأولى من أجل التدخل الاضطرابات الحاصلة في سوريا .
الخطوة الثانية توفير تشكيل من سيتم القبول به كمخاطب سياسي لهم في سوريا " الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية " في تشرين الثاني عام 2012 , و المخاطب العسكري " المجلس العسكري الاعلى السوري " في كانون الأول عام 2012 .
من أظهر نشاطا منذ بداية الثورة , لكن لم يقبل بطلبات القوى و السلطات السيادية يتم ابعاده من التشكيلات الجديدة للمجموعات المُشكلة السياسية و العسكرية أو يجعلونه في حالة عدم فاعلية .
بعد هذا , في كل شهر يتم الاجتماع من حلول شباط 2013 و العمل من أجل وضع المسألة السورية تحت التحكم و السيطرة مع المخاطبين اللذين تم قبولهم ممثلين " الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضاة السورية " و " المجلس الاعلى العسكري السوري " . الاجتماع الأول كان في جنيف , الاجتماع الثاني في استنبول , و بعده أقيم في عمان . بعد استخدام السلاح الكيميائي تم اجتماع رئساء أركان ائتلاف " أصدقاء سوريا " في عمان , ان القيام بالاجتماعات الاخيرة في عمان يعطي الانطباع بأن الأردن سيستخدم كقاعدة للتدخل العسكري .
ان الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة و المجلس الاعلى العسكري السوري و لهذا اليوم لم يتمكن من التواصل و القيام بالتحكم و السيطرة على المجموعات المسلحة و الغير مسلحة في الداخل السوري و حتى ليومنا هذا ائتلاف أصدقاء سوريا لم يحصلوا على مساعدة مالية أو عسكرية ملموسة. لو كانت التشكيلات المعارضة قادرة على الاتحاد و الترابط بين بعضهم , كان قد حصلوا على الاحتياجات المطلوبة بالموافقة على الطلبات من قبل الواضعين لـ اللعبة , سوف يقومون بتشكيل الهيكل الاداري و العسكري و السياسي الجديد في سوريا .
عندما لم يكن هذا ممكنا , أصبح من الضروري التدخل الفعال من قبل واضعي اللعبة .
ان الدولتين الدائمين العضوية في مجلس الأمن روسيا و الصين قد أخذو مكان لهم منذ البداية مع نظام بشار الأسد . ولم يقبلوا بتطبيق الحظر على السلاح , وقدمت روسيا أيضا الدعم العسكري للنظان السوري .
ولدخول روسيا في السيناريو المحضر لا بد من حصول سبب معقول . استخدام السلاح الكيميائي , وكان سببا من أجل أن يتنحى جانيا . على الرغم من عدم قبولها بالتدخل , أعلنت بأنها لن تدخل حربا مع أي دولة من أجل سوريا , و بالتالي ,ما سيشرحونه كان سببا مبررا و معقول للنظام السوري و الايراني و أنصارهم .
قام رئيس الولايات المتحدة اوباما بزيارة تل أبيب في شهر آذار من عام 2013 . حتى , الزيارة قبل أن تنتهي , قام رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو , بالاعتذار لرئيس وزراء الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان على الاعتداء الغير عادل على سفينة مرمرة . هذه البادرة , وهي لارسال رسالة باحتياجهم الى تركيا في صفهم في تطورات المخطط في الشرق الأوسط . في الواقع , في بداية شهر تموز بمصر , كان الانقلاب العسكري الذي لم بنكر الدعم المفتوح له من قبل الولايات المتحدة الامركية , بُدأت من جديد مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين بعد الانقلاب , في نهاية شهر أغسطس, تم استخدام السلاح الكيميائي في دمشق و اظهاره كمبرر للتدخل العسكري للولايات المتحدة الامريكية .
هذه التطورات من طرف هاتين الدولتين و معرفة ماذا سيحصل في ذلك الوقت انها من اعمال الكهنة . (ولقد أعطينا بدايات خيوط تخمينية بكتاباتنا بتاريخ 26 آذار 2013 )
ماذا تنتظر الولايات المتحدة الامريكية فوائد في التدخل في سورية ؟
أولا , منذ عام 1976 هناك جزء يقع تحت الاحتلال الاسرائيلي ومنذ عام 1974 و حتى الآن يتواجد قوات من الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) , وهي تقع على ارتفاع 2200 عن الشام , وتعطي امكانية التحكم على بيروت , تل أبيب و عمان , وقامت اسرائيل بضمها الى داخل الحدود الاسرائيلية لقيمتها الاستراتيجية لمن يكون على مرتفعات الجولان .
ثانيا , انشاء حكومات ضعيفة غير مدعومة في الأراضي السورية المقسمة
ثالثا , وذلك لتوفير و زيادة الفعالية في الشرق الأوسط و لاسترجاع احترامها الذي فقد في العراق
هذا في أهدافهم ,
و يمكن أن يكونوا خططوا للوصول وراء القيم الانسانية في المراحل اللاحقة و التدخل العسكري الاول سيكون قسم منه في المخطط بعض الدول العربية و تركيا .
كيف يتم تطوير العمل العسكري ؟
ينعكس هذا من خلال وسائل الاعلام , من المفهوم بأن التدخل العسكري سيبدأ يوم الخميس في 29 من أغسطس . ( وبطبيعة الحال , ولكي تبدأ الحملة العسكرية في هذا التاريخ سيكون هناك الكشف عن تقرير الأمم المتحدة للتثبت من ارتباط الوحدات التي استخدمت السلاح الكيميائي ببشار الأسد حتى مساء 28 أغسطس )
من المتوقع أن تستمر المداخلة من يومين الى ثلاثة أيام بشكل وسطي و التدخل العسكري سيكون من قبل القوات الجوية وباستخدام صواريخ بعيدة المدى .
بالتوازي مع التطورات في الأيام المقبلة , و بخلق الفرص المناسبة , الولايات المتحدة الامريكية , انكلترا و فرنسا القوات المحمولة جوا تشكل العمود الفقري و السرايا البرمائية (3 – 5 سرية ) يمكن أن تدخل من خلال الحدود الأردنية أو يتم انزالها جوا في المناطق القريبة من الحدود الأردنية .
هذه القوات , سيكون جنوب دمشق قاعدة لها في مناطق السويداء – درعا – القنيطرة – تلال الجولان , مع أخذ التدابير الدفاعية تحرش حزب الله من لبنان , ويمكن تطوير هذه العملية في العناصر و المناطق الأساسيو وفي استقامة دمشق – حمص – حماه – ادلب وهكذا يمكن الدخول بين منطقتي ذات الأكثرية النصيرية اللاذقية – طرطوس و المناطق ذات الأغلبية السنية المسلمة دمشق – حمص – حماه – ادلب – حلب .
و يمكن ان يكون هناك طلب للتدخل بالتنسيق مع تركيا من انطاكية و غازي عنتاب باستقامة ادلب وحلب .
في هذه الحالة , سيكون توضع هذه القوات بين المعارضة و القوات التابعة للأسد ويجب ان لا تكون هذه الحسابات الدقيقة بعيدة عن الأنظار .
يلي هذا التدخل البري , توضع قوات السلام للامم المتحدة بين المناطق ذات الأغلبية السنية المسلمة و بين المناطق ذات الأغلبية النصيرية و يكون هناك توفير لوقف اطلاق النار بين قوات المعارضة و بشار الأسد , و يمكن أن يكون هذا فتح طريق للحل النهائي الذي يطلبونه .
بالتوازي مع هذه العمليات البرية , سيكون هناك تأسيس جديد لقوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة في منطقة هضبة الجولان المحتل و التي تكون قاعدة على الارض وذلك لمنع الطريق في الانزلاق في خط وقف اطلاق النار , ويمكن أن تكون هناك توفير شروط لاعطاء هذا الأراضي لاسرائيل التي تحت سيطرتها .
ستكون هذه العملية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وفي تقديرنا سيكون التدخل البري و الجوي , في عام 2013 , و يكون انسحاب للأطراف السورية الى المناطق المعروفين فيها , وعودة اللاجئين السوريين الى أماكنهم من الأردن - لبنان – تركيا , ويكون نهاية الدمار و خسائر كبيرة و فادحة بسبب استخدام القوى الغير محدود من قبل بشار الأسد .
و بمقابل هذا التطورات في السلام , تكون اسرائيل استولت على هضبة الجولان , سيكون في سوريا عداء تام بين عنصرين أو حتى ثلاثة عناصر و تكون قد قسمت الى مناطق , وتكون الولات المتحدة الامريكية قامت بتوفير شروط موقفها و زيادة نشاطها عبر الشرق الأوسط في فلسطين , مصر , الأردن , سوريا . ويكون هناك حصار تام على فلسطين و غزة , و عززت بشكل كبير أمن اسرائيل , و ضربة كبيرة لأفكار التحالف الاسلامي , وهذا سيكون مساعد و مساهم بادخال و انعاش مشروع الشرق الأوسط الكبير ودخوله الى الحياة الذي كان خيال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .
جميع هذه التدخلات هي في صالح الولايات المتحدة الأمريكية , وهي كانت ستبدأ من خلال استخدام السلاح الكيميائي في دمشق , وفي هذا الصدد , سيبقى دائما في الأذهان سؤال معلق من استخدم السلاح الكيميائي .
ماهي الاجراءات التي كان واجب اتخاذها من قبل العالم الاسلامي ؟
ان حل الخلاف السياسي و العسكري السوري , يجب أن تكون الدول الاسلامية ومن بينها تركيا قادرة على التحقيق , وكن عدم الحصول هو شيئ سلبي كبير .
ان تركيا لم تلاقي لنفسها قوة الحل مع الدول الاسلامية لهذه المشكلة التي بجوارها . ولكن يجب أن تتوفر ضمن الائتلاف , فهي أصبح بامكانها لعب دور في نتيجة استخدام القوة العسكرية و زيادة التطورات الايجابية و اعاقة المبادرات السلبية المحتملة .
ان الأخوة السوريون يعانون بشكل كبير من الخلاص من هذه المصيبة , وأن يقوموا ببذل الجهود لتوفير و ضمان الوحدة السياسية و العسكرية و ادراكهم لهذه اللعبة الكبيرة التي تلعب عليهم , و أتمنى أن يكون المستقبل خير لهم .
28 أغسطس (آب)2013
عدنان تانريفيردي
جنرال متقاعد